بعض مطربي هذه الأيام يغنون لكبار الشعراء ولكن يبدو أن لوثة دينية شكلانية أصابتهم! فقد سمعت بعضهم يغنون :((أحبه حتي في الخصام وبعده عني يا ناس (مهوش) حرام !! مضيفة كلمة (مهوش )، فإذا كان الأمر كذلك فما هو سبب عذاب العاشق في الأغنية أذا كان بعده عنه لا يمثل مشكلة! وفي أغنية أخري سمعت مطربا ( يغني أغنية كامل الشناوي، ويستبدل كلمة ( قدر أحمق الخطي ) بكلمة ( قدر طيب الخطي!)
ويتم العبث بكلمات الشاعر الكبير إبراهيم ناجي ، فتتحول أغنية الأطلال التي شدت بها كوكب الشرق ( فإذا تلاقينا لقاء الغرباء فلا تقل شئنا فإن الحظ شاء ( لتصبح فإن الحق شاء أو فإن الله شاء !!)
والغريب أن التدخل في كثير من المواضع يقلب المعني المستقيم الذي أراده الشاعر تماما.!
أما الكاتب والمثقف الكبير كامل رحومة فيعلق علي هذا الرأي قائلا :
قدر أحمق الخطي تتوافق مع الحديث النبوي الجامع المانع الصحيح الذي لا شك فيه.. حديث عمر رضي الله عنه عن حوار الرسول مع جبريل الذي يبدأ ب.. (بينما نحن جلوس عند رسول.......).. وفيه (وأن تؤمن بالقدر خيره وشره).. يعني القدر فيه خير وفيه شر وحكاية حديث لا تسبوا الدهر فانا الدهر، دة كلام معناه مكذوب عند ما يسمى أهل السنة والجماعة.. لان دة كلام طائفة الدهريين.. فبالراحة علينا شوية يا جماعة.. والله قدر أحمق أحلى.
أن ما يحدث يشبه ما فعلته دار الشروق عندما أعتدت علي من ؟ علي نجيب محفوظ لتغير عنوان أول رواياته ( عبث الأقدار ) لتصبح عجائب الأقدار!! هكذا ننصر الدين ، ليس بإختيارنا لفن رائع كلماتا ولحنا وصوتا كما فعل محمد يونس القاضي وكامل الشناوي وكما تغني ولحن سيد درويش و أم كلثوم وعبد الحليم ، وليس بأن تطبع الشروق مثلا روائع الفكر العالمي ، لقررنا بدلا من هذا أن ننصر الدين بهذا العبث !بهذا التشويه المتعمد لتراثنا الثقافي والفني .! هي جريمة بل رقابة ، وهي تؤكد أننا لبسنا قشرة الحضارة على روح داعشية .
ما لا افهمه حقا أذا كان هؤلاء المطربين والمطربات لا يعجبهم هذه التجاوزات الدينية فلماذ يتغنون بإغاني ليست لهم ! أليس الأكثر ثوابا لهم أن يتغنوا بإغاني صوفية دينية ؟ ثم كيف تحرف مطربة كلمات أغنية لأسباب دينية وهي ترتدي ملابس عارية! الأ يخالف ذلك ايضا عقيدتها أم أن العقيدة لم تصل لذراعيها و صدرها بعد! ثم لماذا لا تكتفي دار الشروق بطباعة القرأن و القصص الدينية ـ اليس ذلك أفضل وأقرب لله عز وجل ؟ لا أفهم هذا الاعتداء الصارخ علي حقوق المؤلف والمتلقي معا وهكذا صرنا أخلاقيين جدا، فنحن شعب بدين أهله ودين أجداده متدين بطبعه.!